الملك فهد
إلي رحمة الله
الخطب الجلل
بقلم: د. محمد السالم
مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
الحمد
لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
إنه
خطب جلل ومصاب عظيم لانملك إزاءه إلا أن نقول: إنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله
على قضائه وقدره.
اللهم
آجرنا في مصابنا واخلفنا فيه خيرًا.
لقد
فقدت البلاد بانتقال الملك فهد رجلاً عظيمًا سخر حياته لخدمة بلاده وأمته، وعمل
على رقيها وتقدمها مع الالتزام بثوابتها، ومعتقدها، فأسأل الله العلي القدير أن
يحسن عزاءنا ويجبر كسرنا، وأن يخلفنا في الفقيد الغالي خيرًا، فلقد كان له – غفر
الله له – أيادي بيضاء على هذه البلاد وأهلها منذ أن تولى منصب وزير المعارف إلى
أن انتقل إلى رحمة الله، وله بصمات بارزة في كل المجالات وعلى كل الأصعدة وكان له
– رحمه الله – أثر ملموس في الرقي بالتعليم منذ أن تولى مسؤوليته فكان همه الذي
يعايشه، وهاجسه الذي يعيش معه.. ومما يلمس أثره فيه التعليم العالي خاصة وجامعة
الإمام محمد بن سعود الإسلامية على وجه أخص فقد بذل لها – رحمه الله – كل غال
ونفيس لتقف شامخة بين جامعات العالم تشير إلى حرص أبناء عبد العزيز على كل ما ينفع
ويفيد فجاءت هذه الجامعة درة نفيسة ومنحة غالية نهل منها أبناء هذ البلاد وأبناء
الأمة الإسلامية من معين صاف ونهر سلسبيل علمًا نافعًا، مبنيًا على وسطية الإسلام،
وعدالته وتسامحه فأسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يأجر الأمة في فقده، وإنني أصالة عن نفسي ونيابة
عن جميع منسوبي الجامعة من أساتذة وإداريين وطلاب أرفع إلى مقام خادم الحرمين
الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز
وإلى سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وإلى كافة
الأسرة المالكة وإلى جميع أفراد الشعب السعودي والأمة الإسلامية أحر التعازي وأصدق
المواساة في الفقيد الغالي.
وأشكر
الله على ما أنعم به على هذه البلاد من طمأنينة ورضاء بالواقع وتسليم بقضاء الله
وقدره وعلى ما منَّ به جلت قدرته علينا جميعًا من مبايعة لخادم الحرمين الشريفين
الملك عبد الله بن عبد العزيز ليكون وليًالأمرالمسلمين في بلادنا الغالية فهو –
حفظه الله – خير خلف لخير سلف، وإن من دليل حب الله لهذه البلاد – إن شاء الله –
سلاسة البيعة وسهولة الانتقال.
ورحم
هذه الأمة ولود للرجال وفي الأسرة مخلصون يسعون لخير أمتهم ورفعة بلادهم ولنا في
خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز خير العزاء في فقيدنا الراحل،
وبمناسبة مبايعته فإنني أرفع لمقامه الكريم أجمل التهاني والتبريكات وأسأل الله
العلي القدير أن يعينه على تحمل الأمانة وأن يشد عضده بولي عهده وإخوانه وأبنائه
من الأسرة المالكة جميعًا وبأبناء شعبه كافة وأن يجعل عهده عهد خير وعزة ورفاه
للمملكة العربية السعودية كما أرفع لمقام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن
عبدالعزيز أجمل التهاني للثقة الملكية الكريمة بتنصيبه وليًا للعهد ومبايعة
ومباركة الأسرة الكريمة والشعب السعودي لسموه وأسأل الله له التوفيق والسداد ليكون
عضدًا وعونًا لخادم الحرمين الشريفين ليسيرا بهذه البلاد إن شاء الله إلى مصاف
الرفعة والتقدم.
أدام
الله على بلادنا الخير والرفاه وكفاها شر الأشرار وكيد الفجار وجعل كيد أعدائها في
نحورهم وكفانا إياهم بما يشاء إنه سميع مجيب.
وصلى
الله على محمد وعلى آله وصحبه .
* * *
مجلة
الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . شعبان – شوال 1426هـ =
سبتمبر – نوفمبر 2005م ، العـدد : 8–10 ، السنـة : 29.